friendships

عزيزي الزائر انت غير مسجل
نحن نرحب بك في منتدانا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

friendships

عزيزي الزائر انت غير مسجل
نحن نرحب بك في منتدانا

friendships

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
friendships

منتدى اجتماعي ثقافي جامعي

المواضيع الأخيرة

» سيف النار الجزئين الأول و الثاني على الميديا فاير 152 حلقة
المدفع  I_icon_minitimeالأحد يناير 13, 2013 7:46 pm من طرف سالي

» قلة النوم و ما يصاحبها من أمراض
المدفع  I_icon_minitimeالأحد مارس 06, 2011 3:32 am من طرف ollama

» مباريات المنقولة على الفضائية السورية
المدفع  I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:40 am من طرف الغامض

» مباريات الاسبوع السادس من الدوري السوري الجمعة 10 ديسمبر 2010
المدفع  I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:36 am من طرف الغامض

» قصة واسطورة الالياذة
المدفع  I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 8:45 am من طرف Merchant of horror

» الصخور الغامضة ( stonehenge ) و ما هو سرها
المدفع  I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 8:43 am من طرف Merchant of horror

» ' حديث قدسي'! تقشعر له الأبدان
المدفع  I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 8:37 am من طرف Merchant of horror

» مباريات اليوم السبت 4 12 2010
المدفع  I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 04, 2010 4:01 am من طرف الغامض

» الفيفا يمنح قطر حق استضافة مونديال 2022
المدفع  I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 04, 2010 3:46 am من طرف الغامض

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 101 بتاريخ الإثنين يونيو 12, 2023 12:36 pm


    المدفع

    محمد
    محمد
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 115
    نقاط : 329
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 13/10/2010

    المدفع  Empty المدفع

    مُساهمة من طرف محمد السبت نوفمبر 13, 2010 2:29 am


    لقد عرفه الجميع ...وكادوا أن يعهدوا وجهه كجزء لا ينفصل عن القرية كلها: وجهه المربع يعترضه حاجبان يتصلان ببعضهما باخدود يعين طرف انفه العلوي، وانفه المفلطح تدور باسفله دائرتان واسعتان فوق شارب رمادي كثيف، يتدلى، فيخفي شفته العليا ... اما ذقنه فلقد كانت عريضة حادة، كانها قطعت لتوها من صدره، ومن ثم، بردت رقبته الثخينة بردا.
    ان سعيد الحمضوني نادرا ما يتكلم عن ماضيه، انه دائما يتحدث عما سياتي، وما ينفك يعتقد ان غدا سيكون احسن من اليوم، ولكن اهل(السلمة) يتناقلون فيما بينهم، بشيء كثير من المبالغة، اخبار سعيد الحمضوني ايام كان يقود حركات ثورية في 1936، يقولون-هناك في القرية- ان سعيدا اطلق سراحه من المعتقل لانه لم يدن .. ويقال انه لم يقبض عليه بعد، ومهما يكن، فهو الان يملأ القرية، ويربط الصبيان كل احاسيسهم وتخيلاتهم التي يرسمونها للرجل الممتاز .. وليد المغامرة القاسية ...
    لقد عاد سعيد مؤخرا من يافا، واحضر معه رشاشا من طراز(الماشينغن) كان قد قضي قرابة اسبوع كامل يجمع ثمنه من التبرعات، ومع ان سكان السلمة كانوا على يقين كبير ان ثمن مدفع من هذا الطراز لا يمكن انيجمع من التبرعات، فلقد اثروا ان يسكتوا، لان وصول المدفع الرائع اهم بكثير جدا من طريقة وصوله، فالقرية في اشد الحاجة الى اي نوع من انواع السلاح، فكيف اذا حصلت على سلاح من نوع جيد؟..
    لقد عرف سعيد الحمضوني ماذا يشتري! ان هذا المدفع، مدفع (الماشينغن ) كفيل برد اي هجوم يهودي مسعور، انه نوع راق من السلاح، والقرية في اشد الحاجة اليه.. فلماذا يفكرون في طريقة و صول المدفع ؟ . ولكن سكوت رجال السلمة، لا يعني سكوت نسائها، لقد بقيت المشكلة بالنسبة لهن تلح الحاحا قاسيا، ولما لم يجدن من يدلهن على حقيقة الأمر، استطعن ان يقنعن انفسهن، ان سعيد الحمضوني كان قد سلم في ثورة 1936 مدفعا من هذا الطراز ابلى من خلفه بلاءا حسنا، ثم خبأه في الجبال الى ان ان اوان استعماله من جديد .. ولكن التساؤل بقي متضمنا في اعمق اعماق السلمة، لم يكن من اليسير ان يجمع الانسان ثمن مدفع من طراز الماشينغن ..
    اذن فمن اين اتى سعيد الحمضوني بهذا المدفع ؟ نعم .من اين؟
    المهم .. ان هذا المدفع الاسود صار قوة هائلة تكمن في نفوس اهل السلمة، و هو يعني بالنسبة لهم اشياء كثرة، اشياء كثيرة يعرفونها، واشياء اكثر لا يعرفونها .. ولكنهم يشعرون بها، هكذا، في ابهام مطمئن .. ان كل كهل و كل شاب في السلمة، صار يربط حياته ربطا وثيقا بوجود هذا المدفع، وصار من صوته المتتابع الثقيل، اثناء تجربته في كل امسيتين، نوعا من الشعور بالحماية..
    وكما يرتبط الشيء بالاخر، اذا تلازما، ربط الناس صورة المدفع بوجه سعيد الحمضوني المربع، لم تعد تجد من يفصل هذا عن ذاك في حديث الدفاع عن السلمة، ان سعيد الحمضوني اصبح الان ضرورة مكملة .. بل اساسية، للمدفع، وعندما يتحدث الناس عن سعيد، كانوا يشعرون انه اداة من ادوات المدفع المعقدة .. شيء كحبل الرصاص، كقائمتي المدفع .. كالماسورة: كل متماسك لا تنفصل اطرافه عن بعضها . بل واكثر من ذلك، لقد صار يربط سعيد الحمضوني حياته نفسها ربطا شديدا بوجود المدفع . كان المدفع يعني بالنسبة له شعورا هادئا بالطمأنينة، شعورا يوحي بالمنعة : فهو دائم التفكير بالمدفع، دائم الاعتناء به، تكاد لا تراه الا وهو يدرب شباب القرية على استعماله، ويدلهم في نهاية التدريب على المكان الذي وضع فيه خرقة لمسح المدفع، هذا المكان الذي سيصير –فيما بعد – معتادا . ومع مرور الايام بدأ سعيد الحمضوني يتغير.. لقد تبدل لونه عن ذي قبل . وبدا كأنه يضمر شيئا فشيئا، و احس شباب السلمة ان سعيد الحمضوني صار يبدو اكبر من ذي قبل، وانه صار يققد هذه الحركة الحية في وجهه وفي صوته .. انه صامت الان، صامت الى حد يخيل للانسان معه انه نسى كيف كان يتكلم الناس، وصار شيئا مألوفا ان يجده الناس منطلقا الى جنوب السلمة، حيث ركز المدفع، ليجلس وحيدا بقربة الى العشية .
    هذا الرجل الجبار .. الهاديء.. الثائر.. هل كان يعتقد انسان انه سيرتجف كذرة من القطن المندوف على قوس المنجد؟ لقد فتحواعليه باب داره والصباح يوشك ان ينبلج، وتضاخمت امامه كتلة سوداء، وضربت الارض وبرز منها صوت احد رجاله، يدوركالدوامة، ليبتلع كل احساس بالوجود :
    - المدفع .. لقد اصابه العطب .. ان ماسورته تتحرك بغير ما توجيه.. اليهود يتقدمون.
    وأحس سعيد الحمضوني بقوة جبارة تقتلع من جوفه شيئا يعز عليه ان يضيع منه، شيئا كقلبه لا يستطيع ان يتابع وجوده الا معه .. كان يشعر بكل هذا و هو منطلق عبر الحقول الباهتة النائمة في اخر الليل .. ووصل الى حيث كان الرشاش يتكيء كالطفل الميت على الاغصان اليابسة، كل شيء ساكن، الا طلقات البنادق الهزيلة، تحاول عبثا الوقوف في وجه الهجوم .. اما المدفع .. اما جهنم ..
    وهز سعيد الحمضونيرأسه و كأنه يواسي نفسه بمصاب ابنه، ثم فكر : ان لا بد من اجراء .. لا بد .. شيء قوي كالكلابة يجب ان يمسك الفوهة الهاربة الى بطن الدفع.. شيء قوي..
    - اسمع .. سأشد الماسورة الى بطن المدفع بكفي. وحاول ان تطلق .. لا يوجد اية دقيقة لتضيع في كلام .. دعنانجرب،
    - لكن ..
    - اطلق!
    - سيرانا اليهود وانت فوق الحفرة .
    - اطلق!
    - ستحرق كفيك بلهب الرصاص..
    - اطلق.. اطلق!.
    وبدأالمدفع يهدر بصوته المتتابع الثقيل، ومع صوته المحبوب، شعر سعيد الحمضوني بنفسيته التي تغذت طويلا بالثورة والدم والقتال في الجبال، شعر بانها النهاية .. نهاية تاق اليها طويلا وها هي ذي تتقدم اليه بتؤدة، كم هو بشع الموت .. وكم هو جميل ان يختار الانسان القدر الذي يريد.. وسمع صوته من خلال دقات الرصاص:
    - اسمع اريد ان اوصيك و صية هامة ..
    - وعاد يصيخ الى المدفع واستخلص من صوت الرصاص ثقة جديدة ليتابع وهو يحاول ان يمضغ المه:
    - قرب قرية ( ابو كبير ) ابعد منها قليلا، يوجد مستشفى للسل ..عرفته؟حسنا! لي هناك مبلغ جيد من المال، قالوا لي .. ان ارجع لأقبضه بعد ان يفحصوا الدم .. انا متأكد انه .. دم جيد.. في كل مرة يقولون انهم يريدون ان يفحصوا الدم كأن دم الانسان يتغير في خلال اسبوع و نصف .. اسمع .. ان ثمن المدفع لم يسدد كله .. ستجد اسم التاجر في داري .. هو من يافا . لقد دفعت قسما كبيرا من ثمنه من تبرعاتكم . لقد اوشك ثمنه ان يتم .. هل تعرف انهم يشترون الدم بمبلغ كبير؟ لو عشت شهرين فقط؟ شهرين اخرين لاستطعت ان اسدد كل ثمنه .. انني اعطيهم دما جيدا .. ثمنه جيد .. خذ حسن و حسين واذهب الى ذلك المستشفى .. الا تريد ان يبقى المدفع عندكم .. ان حسن وحسين .. ولدي.. يعرفان كيف يذهبان الى هناك.. لقد كانا يذهبان معي في كل مرة .. ان دماءنا جميعا جيدة.. جيدة جدا.. القضية قضية الحليب الذي رضعناه . قضية.. اريد ان اقول لك شيئا اخر.. اذا تراجع اليهود هذه المرة .. تكون اخر مرة يهجمون بها من هذه الناحية .. سيخافون .. فعليكم ان تنقلوا المدفع الى الشمال .. لان الهجوم التالي سيكون من هناك ..
    واشتد شعوره بالنار تلسع كفيه بقسوة .. واحس احساسا ملحا انه لو كان في صحته العادية لاستطاع ان يقاوم احسن من الان، وراوده شعور قاتم بالندم على انه سلك في شراء المدفع ذلك السبيل، ولكنه احس احساسا دافقا ان المدفع طرف اخر من الموضوع، طرف هام.. ان وجوده يحافظ على اهميته قبل ان يموت هو، وبعد ان يموت..
    فأغمض عينيه، وحاول جاهدا ان يحرر نفسه من سجن ذاته كي ينسى المه .. لكنه لم يستطع .. فأسقط ركبته على الارض في ثقل..

    وعلى صوت الطلقات المتقطعة بانتظام وعنف.. احس سعيد الحمضوني باشياء كثيرة .. كانها ملايين الابر تدخل في شرايينه فتسلبه ما تبقى من دمه، ثم شعر باطرافه جميعها تنكمش كانها ورقة جافة في نهاية الصيف.. وبجهد شرس حاول ان يرفع راسه ليشم الحياة، الا انه وجد نفسه فجأة في تنور من ذلك النوع الذي يكثر .. في السلمة، والذي عاش الى جواره فترات طويلة من صباه، وجد نفسه في ذلك التنور جنبا الى جنب مع الارغفة الساخنة تحمر تحت .......... اللهب، ورأى بعينيه فقاقيع العجين الملتهبة، تطير عن رغيف المرقوق وتلتصق على شفتيه، وشعر بيد قاسية تشد رأسه الى ادنى .. الى ادنى .. الى ادنى .. فيسمع لفقرات رقبته صوتا منتظما ثقيلا وهي تتكسر تحت ثقل راسه .. واحس انه فعلا لا يريد ان يموت، واعطته الفكرة دفقة اخرى من الحياة .. فاكتشف ان صوت تكسر فقرات رقبته هو صوت الرصاص الذي ينطلق من المدفع الرشاش، وشعر بمواساة من نوع غريب، مواساة تشبه تلك التي يراها الوالد في ولد عاش بعد مصرع اخيه، فابتسم باطمئنان، وخرج من( التنور ) لكنه شعر انه لم يلمس الارض بقدميه..
    وشيعته القرية كلها الى مقره الاخير.. او الاول .. سيان..

    دمشق 12/8/57

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:50 pm